معوقات التجارة الالكترونية في الوطن العربي

معوقات التجارة الالكترونية

التجارة الالكترونية  هي واحدة من أهم وأكثر المجالات التي يعتمد عليها الكثير من الأشخاص حول العالم، فمع التطور التكنولوجي الذي شهدته العديد من الدول وانتشار الأعمال المختلفة عبر الإنترنت، ازدادت التجارة الالكترونية  بشكل كبير خلال الآونة الأخيرة، وأصبحت ذات أهمية كبرى لدى الكثير من الأفراد، سواء في المنزل أو العمل.

ساهمت التجارة الالكترونية  في الانفتاح على الأسواق العربية والعالمية، وتبادل المنتجات والبضائع والخدمات بشكل كبير، إمكانية إرسال واستقبال البضائع بين العديد من الدول بشكل سريع وسلس، إنجاز كافة التعاملات عبر الإنترنت في وقت قصير، ومكنت بعض الأشخاص من الحصول على المنتجات التي يحتاجونها خاصة التي لا تتوفر في دولتهم، فضلا عن توفير المزيد من الوقت والجهد.

 وساعدت أيضًا الكثير من الأشخاص على العمل من المنزل، دون الحاجة للخروج أو الارتباط بوظائف ومواعيد معينة، وأتاحت إمكانية بدء المشاريع الصغيرة دون الحاجة لرأس مال، بالإضافة إلى تحقيق أرباح كبيرة، كما وفرت العديد من العروض والمنتجات بأسعار مختلفة لتلائم كافة الأفراد خاصة محدودي الدخل.

على الرغم من انتشار التجارة الالكترونية بشكل كبير الى انه يوجد بعض معوقات التجارة الالكترونية في الوطن العربي والعالم أجمع، إلا أنها ما زالت تواجه بعض التحديات والمعوقات التي يجب التعامل معها بذكاء واحترافية عالية للوصول إلى النجاح المطلوب، وتشمل هذه المعوقات العوامل الداخلية أو الخارجية التي تتسبب في ركود العمل وعدم نموه ونجاحه بشكل مثالي، وقد يستطيع الفرد التحكم في هذه العوامل عن طريق منعها والسيطرة عليها أو تحسينها وتقليل تأثيرها السلبي على العمل. 

معوقات التجارة الالكترونية في الوطن العربي

• الدفع الإلكتروني

طرق الدفع الإلكتروني من أبرز وأهم معوقات التجارة الالكترونية في الوطن العربي، حيث يبتعد العملاء عن الدفع عبر الإنترنت عن طريق بطاقة الائتمان أو المحافظ الرقمية أو الخدمات المصرفية، ويفضل معظمهم الدفع عند استلام المنتج أو البضاعة، بسبب بعض المشاكل الفنية التي قد يواجهونها أثناء عملية الدفع، مثل سحب مال إضافي أو فقدان نسبة من المال وصعوبة استراداه مرة أخرى.

ويمكن تشجيع العملاء على الدفع الإلكتروني من خلال تقديم عروض وأسعار أقل للمنتجات عند الدفع عبر أي وسيلة إلكترونية، أو خفض تكاليف الشحن والتوصيل، ويمكن أيضًا تقديم خصومات حصرية لهم.

• فقدان سرية المعلومات

تواجه التجارة الالكترونية  مشكلة فقدان السرية في نقل المعلومات الخاصة بالمنتجات والعملاء، خلال عمليات الشراء التي تتم عبر الإنترنت سواء بين الأفراد أو الشركات أو المؤسسات، إذ يفتقد الأشخاص وجود السرية أثناء تبادل المعلومات الهامة عن البضائع والمنتجات سواء عند إرسالها أو استقبالها، ما يعيق نجاح التجارة الالكترونية  ويمنع تطورها.

• سياسة الإسترجاع

سياسة الإسترجاع من أهم معوقات التجارة الالكترونية في الوطن العربي ايضا، بسبب عدم قدرة العميل على التواصل المباشر مع المنتج أو الخدمة قبل الحصول عليها، أي معاينتها والتأكد من جودتها، ويمكن أن يصل إلى منتج لا يناسبه أو تالف أو ذات جودة سيئة، وبالتالي يحدث كثرة المرتجعات في حال وجود سياسة استرجاع، وفي حال عدم وجودها أو استبدال المنتج، لن يفكر العميل في خوض تجربة التجارة الالكترونية  مرة أخرى.

ويمكن إنشاء سياسة استرجاع واضحة، من خلال توفير المزيد من المعلومات والأسئلة الشائعة عن المنتج أو الخدمة لمنع حدوث أي سوء فهم أثناء عملية الشراء، وللحصول على إجابات مثالية عن أي مشاكل أو استفسارات تواجهه، وبالتالي يساعد ذلك على كسب ثقة العميل وإتمام عملية الشراء بنجاح.

• انعدام الثقة

تقف الثقة عائقًا كبيرًا أمام نجاح عملية التجارة الالكترونية ، خاصة عند عدم الحصول على ثقة كافية من العميل أو المستهلك في التعامل عبر الإنترنت، وأيضًا عدم وجود ثقة في تداول البيانات والمعلومات الشخصية في المواقع الالكترونية  المختلفة، خاصة مع انتشار عمليات الاحتيال والنصب والسرقة واختراق الحسابات في مواقع البيع والشراء عبر الإنترنت، لذا ينبغي على المواقع توفير المزيد من الخصوصية ووسائل الأمان للعملاء.

• خدمة العملاء

تشكل خدمة العملاء تحديًا هامًا أمام نجاح التجارة الالكترونية ومن ابرز معوقات التجارة الالكترونية في الوطن العربي، حيث تؤثر الخدمة المقدمة للعميل على سمعة المتجر أو الشركة أو المؤسسة، وأيضًا على كسب ثقة العملاء، فقد يقدم الموظف خدمة سيئة للعميل أو معاملة غير لائقة أو عدم تحقيق الخدمة المرغوب بها، ما يسبب إزعاج لهم، لذلك يجب لموظفي خدمة العملاء التعامل مع العملاء بجدية، وحل المشكلات المختلفة التي يتعرضون لها، والإجابة على جميع أسئلتهم واستفساراتهم باحترافية، فضلا عن أسلوب الحديث المهذب والمثالي.

• الرسوم العالية

قد يجد بعض العملاء رسوم إضافية على طلب البضاعة أو المنتج، خاصة لدى المتاجر التي تعتمد على الطلب وفقًا لعدد القطع أو المنتجات ونوعيتها، وأيضًا يتفرض متاجر أخرى رسومًا إضافية عند طلب منتج واحد، ويتفاجأ العميل بعد طلب المنتجات بوجود رسوم شحن عالية، لذلك هي من ابرز معوقات التجارة الالكترونية في الوطن العربي .

كما يتسبب عدم معرفة المتاجر الالكترونية  للعميل عن أي رسوم أو مبالغ إضافية مفروضة على بعض المنتجات، في قلة نسبة المبيعات وخسارة العملاء والمستهلكين.

• مدة التسليم

تقف مدة التسليم عائقًا أمام نجاح عملية التجارة الالكترونية ، حيث يرغب العميل في استلام طلبه في أسرع وقت ممكن، التي غالبًا لا تزيد عن أسبوع، ولكن في بعض الأحيان من الممكن أن تتخطى مدة تسليم البضاعة أو المنتج لدى بعض الشركات أو المؤسسات أكثر من شهر، ما يغني الكثير من الأفراد أو العملاء عن اللجوء إلى التجارة عبر الإنترنت لاستلام طلباتهم.

• التعرض للاحتيال 

التعرض للخداع والاحتيال من قبل بعض الأشخاص عبر الإنترنت من أشهر معوقات التجارة الالكترونية في الوطن العربي ، وأكثرها شيوعًا، وتعتمد على الكثير من العوامل مثل إظهار معلومات وشكل مختلف للمنتج عن شكله الحقيقي، وقد تكون بمواد وجودة أقل، وأيضًا عرض سلع رخيصة على متجر إلكتروني مزيف لتكوين قاعدة عملاء وسرقه بياناتهم، ما يساعد على فشل عملية التجارة الالكترونية .

• التجارب السيئة

قد يؤدي مرور العميل بتجربة سيئة أثناء التسوق والشراء عبر المتاجر في إعاقة انتشار التجارة الالكترونية ، إذ يجب توفير تجربة مثالية ومتكاملة للموقع مثل توافر كافة المعلومات الخاصة بالمنتجات، خاصة التي يحتاجها في المجالات المختلفة، معرفة اهتماماته ورغباته، بالإضافة إلى توفير سهولة في عمليات البحث والتنقل بين تصنيفات المتجر، للوصول إلى المنتج المطلوب بشكل سريع.

ويمكن الاهتمام بتطوير المتجر من خلال تصنيف المنتجات بشكل مثالي، وجود خيارات الفرز للمنتجات، توفير قائمة لإضافة المنتجات المفضلة، توفير سلة للتسوق والشراء، تسريع الأداء على الموقع حتى لا يمل العميل من انتظار تحميل صفحة المتجر، فضلا عن تصميم المتجر الإلكتروني بشكل يتناسب مع الكثير من الأجهزة المحمولة من أجل نجاح عملية التسوق.

• عدم وجود خطة عمل

وجود خطة عمل واضحة وثابتة تسهم بشكل كبير في نجاح التجارة الالكترونية  وانتشارها ومن اشهر معوقات التجارة الالكترونية في الوطن العربي، إذ ينبغي في البداية ترتيب الأفكار، تحديد الأهداف بوضوح، معرفة المنافسين ودراسة أساليبهم بشكل جيد، توفير معلومات عن المعوقات التي قد تواجه الفرد في السوق، وبالتالي الحفاظ على خطة عمل فعالة، وتجنب حدوث تأثير سيء على إدارة المتجر أو الموقع الإلكتروني.

ويجب أيضًا معرفة طبيعة الجمهور المستهدف ودراسة اهتماماته ومتطلباته في مختلف المجالات، تحديد المنافسين في السوق وعمل تحليل لطرقهم واستراتيجياتهم في التعامل مع التجارة عبر الإنترنت، توفير كافة المنتجات والخدمات التي يحتاجها العميل في الحياة اليومية، اختيار فريق عمل جيد يقوم بمهام محددة ومعينة لإنجازها بدقة عالية، بالإضافة إلى توفير جميع المواد والخامات التي يحتاجها الفرد لنجاح التجارة الالكترونية  وعدم فشلها.