أهم 8 أسباب فشل الشركات الناشئة لابد ان تعرفها

نجاح وفشل الشركات الناشئة

يحتاج النشاط التجاري الجديد إلى دراسة جدوى وعمل تحليلات ودراسة جيدة للسوق، ومعرفة المنافسين بشكل مثالي من أجل نجاح أي مشروع تجاري أو شركة ناشئة، حيث تتعرض نسبة عالية من الشركات الناشئة إلى الفشل في بداية الأمر، سواء على المدى القصير أو الطويل، وتصل نسبة فشل الشركات الصغيرة خلال عامها الأول إلى 20%، وبعد خمس سنوات تصل النسبة إلى 50%، بينما قد تصل النسبة إلى 33% بعد 10 سنوات أو أكثر. 

لذا لابد قبل بدء أي مشروع تجاري أو فتح شركة، ينبغي دراسة المشروع بشكل جيد، المكان المناسب لبدء الشركة ومعرفة الأسباب التي تؤدي إلى فشل الأعمال، فالأنشطة التجارية ليست ناجحة دائمًا، بل تواجه بعض المخاطر والمشاكل خاصة في بداية نشأتها، والبدء في تقديم المنتجات، أو عرض الخدمات في السوق.

وتشير العديد من الإحصاءات إلى فشل 9 من 10 شركات ناشئة على مستوى العالم، على الرغم من قيام أصحاب المشاريع ورواد الأعمال بتحقيق معدل عالي من المبيعات والأرباح، والتوسع والانتشار في مشاريعهم وأعمالهم، ولكن قد تتفاوت نسبة الفشل من شركة لأخرى أو من مجال لآخر، ومع ذلك من الضروري معرفة كافة الأسباب التي تؤدي إلى فشل الشركات الناشئة من أجل تجنبها، والوصول لمعدل النجاح المثالي.  

أسباب فشل الشركات الناشئة

• عدم وجود خطة عمل

من أهم أسباب فشل الشركات الناشئة هو عدم وضع خطة عمل فعالة ودراسة جيدة للمشروع من البداية، ما يساعد على عدم وصول الفكرة أو المنتج لفريق العمل والمستهلكين بشكل مثالي، حيث يعتقد الكثير من الأشخاص سهولة عرض المنتجات وتقديم الخدمات والحصول على عملاء جدد وتكوين قاعدة مستهلكين بشكل سريع، ودون وجود خطة عمل فعالة وواضحة.

ولكن يهدف وضع خطة العمل على اكتشاف أفضل طريقة للتطوير والابتكار ومواكبة احتياجات الأسواق والعملاء، ما يساعد على تحقيق نسبة عالية من المبيعات، وأرباح مثالية، كما تحتاج الشركات الناشئة إلى متابعة الأسواق بشكل دائم ومعرفة متطلبات العملاء، بالإضافة إلى قدرات المنافسين.

• رأس المال

عدم الحصول على تمويل جيد وقلة أو نفاذ رأس المال من أكثر أسباب فشل الشركات الناشئة، إذ تحتاج أي شركة في بدايتها إلى رأس مال مناسب وتمويل إضافي من أجل تغطية نفقات التشغيل ورواتب الموظفين وغيرها، وتحقيق نتائج رائعة في وقت قياسي.

وقد تلجأ بعض الشركات في بدايتها إلى الاعتماد على الممولين أو المستثمرين أو رجال الأعمال الكبار من أجل تمويل الشركة والحصول على أموال مناسبة لبدء المشروع، لمواجهة أي عجز أو ظروف أو أزمات قد تمر بها الشركة في البداية، وبالتالي تجنب الفشل بشكل سريع.

• القلق من المنافسة

القلق من الدخول في منافسة شرسة مع أصحاب الشركات الأخرى قد يؤدي إلى فشل الشركة في بدايتها، فبعض الشركات الناشئة لا تهتم بالمنافسين أو دراستهم بشكل جيد، فالمنافسة القوية قد تعرض الشركة للخطر وتتسبب في الإطاحة بها من السوق.

ويجب تعلم طرق التعلم مع القلق من المنافسة مع الآخرين، مواجهة ذلك وعدم تجاهلها، لأن القلق والتوتر سيؤدي إلى التأثير على العمل والنشاط التجاري بشكل سلبي، وبالتالي فشل الشركة، حتى مع تقديم أفضل الخدمات والعروض وجودة المنتجات المقدمة للعملاء.

• الأسعار المرتفعة

الأسعار المرتفعة والمبالغ فيها قد تتسبب بنسبة كبيرة في عدم جذب العملاء، وخفض نسبة المبيعات، وبالتالي فشل الشركة الناشئة، إذ ينبغي أن يكون سعر المنتج مناسبًا كي تنجح أي شركة خاصة في بدايتها، فإذا كان سعر المنتج باهظ الثمن، فهناك احتمال كبير لعدم احتمالية المستهلك شراءه، ولكن يوجد شخص قادر على شراء المنتج غالي الثمن وآخر قادر على شراء المنتج رخيص الثمن، وذلك حسب التسعيرة وجودة المنتج.

فتسعيرة المنتج بشكل خاطئ قد يؤدي إلى فشل الشركة، بسبب سوء تقدير السعر، حيث تعتمد الأسعار على تكاليف المنتج والتشغيل وقيمته عند العميل مقارنة بمنتجات أخرى يعرضها المنافسون، ولكن يجب التركيز على تحديد سعر المنتج أو الخدمة بشكل مناسب وعدم وضع أسعار مبالغ فيها، وفي المقابل تجنب وضع أسعار منخفضة للمنتج، حيث قد يتسبب ذلك في تراجع المبيعات لشعور المستهلك بأن المنتج ردئ أو سيء.

• إهمال التسويق

التسويق الجيد من أبرز عوامل نجاح المشاريع التجارية والشركات الناشئة، لذا فإن إهمالها قد يؤدي إلى فشل الشركة، حيث يُعتبر التسويق أداة أساسية لترويج المنتجات والخدمات الخاصة بالمؤسسات و الشركات المختلفة، فهو يمنحها شهرة واسعًا، ويساعدها على تحقيق مبيعات كبيرة وأرباح جيدة، وفي حال عدم الاهتمام بالتسويق يضر ذلك بالمنتج أو الخدمة، ويعرض الشركة لخسارة فادحة وبالتالي فشلها في النهاية.

وللتسويق أهمية كبرى كعامل مؤثر في نجاح الشركات، فسواء كانت الشركة كبيرة أو صغيرة، فالتسويق هو الذي يحدد نجاحها أو فشلها، إذ يوجه العملاء نحو الخدمات ويجذب انتباههم نحو الاهتمام بالمنتج، فالتسويق الضعيف قد يترتب عليه فشل الشركة، لذا ينبغي اتباع استراتيجية تسويق فعالة ومميزة، لتحقيق نسبة جيدة من المبيعات، وعدم فشل الشركات الناشئة. 

• فريق عمل خاطئ

اختيار فريق العمل من اهم أسباب فشل الشركات الناشئة او نجاحها، إذ يعتمد نجاح أي شركة على وجود فريق جيد ومناسب للوظائف المتاحة، ذو مهارة عالية ومعرفة بالمنتجات والخدمات التي تقدمها الشركة، كما يجب أن يمتلكون العديد من المهارات والمتطلبات الخاصة بمجال عمل المشاريع الناشئة والشركات الحديثة.

لذا يجب على صاحب الشركة اختيار فريق عمله بعناية تامة، يمتلك خبرات متناسقة، القدرة على العمل تحت أي ظرف وتكوين علاقات ناجحة في العمل، لأن أي خلاف سيحدث بين الفريق سيؤدي إلى فشل الشركة الناشئة، كما أن أي خلاف سيحدث بين فريق الشركة أو مؤسسيها سيعرض الشركة للفشل الحتمي وعدم استمرارها في سوق العمل.

• عدم تلبية احتياجات السوق

يأتي عدم فهم السوق وتلبية احتياجاته من الخدمات والمنتجات احد اهم أسباب فشل الشركات الناشئة، إذ تقوم بعض الشركات بتقديم منتجات لا يحتاج إليها السوق أو توقيتها غير مناسب، بمعني أن العملاء والمستهلكين لا يرغبون في شرائها، ما يؤدي إلى حدوث عدم توافق لمتطلبات المستخدمين في الأسواق المختلفة.

لذلك ينبغي عدم تجاهل البحث عن احتياجات السوق، وتلبية متطلبات المستهلكين، فمهما كانت المنتجات مبتكرة ومتطورة، فلا يوجد أهمية لها إذا لم يكن الجمهور المستهدف يحتاجها، ومن الضروري دراسة حاجة السوق، قبل انتشار أي منتج جديد دون فهم كامل لمدى حاجة الناس له، لكي يحقق مبيعات هائلة وتجنب فشل الشركة. 

• تجاهل العملاء

تجاهل العملاء وعدم التركيز مع احتياجاتهم ومتطلباتهم يعرض الشركة الناشئة للفشل بشكل كبير ومن اكثر أسباب فشل الشركات الناشئة انتشارا، حيث ينبغي الاهتمام بملاحظات العملاء واستجابات المستهلكين تجاه المنتج أو الخدمة سواء بالقبول أو الرفض، لتجنب عرض منتج لا يرغب به العملاء، وينبغي عدم تقديم منتج ضعيف أو غير مقبول من المستهلكين، فالتسويق قد لا يكون كافيًا لإقناع العميل بالمنتج، بل يُفضل البحث والتطوير والإطلاع بشكل دائم على احتياجات السوق ورغبات العملاء، لأنها تختلف من وقت لآخر، فمواكبة اهتمامات العملاء والسوق يساعد في الحفاظ على الشركة الناشئة من الفشل.